القصيدة البائية الشهيرة التي طارت بذكرها الركبان وحفظها خلق لا يحصون واشتهرت من بين كثير من القصائد ، نظمها الأمير الشريف الغطارف صاحب العوارف والمعارف علم الأعلام القاسم بن علي الذروي الحسني ، صاحب المخلاف السليماني وسلطانه ، كان جليلا نبيلا مفضالا ممدوحا بالشعر ، وهو ممدوح الشاعر القاسم بن هتيمل الخزاعي الضمدي ، وصفي وده ..وهو من أعلام القرن السابع الهجري ، دارت بينه وبين الدولة الرسولية في اليمن حروب كثيرة ، كانت له إمارة المخلاف السليماني من بلاد تهامة ثم استولى على بلاد حَرَض من أرض اليمن ثم استعادها منه الرسوليون ، وكانت عاصمته وادي صبياء ، وله مزرعة ينتجعها تعرف بـ " الجَرُوب " و " القُعَيسَاء " أَسره ملك اليمن المظفر الرسولي في أحد حروبه معه ، وأودعه سجن زبيد ثم نقله إلى سجن القاهرة بتعز ، قال في أثناء سجنه قصيدة بائية بديعة أشبه ما تكون بالموشحات الأندلسية ، أطلقه على إثرها المظفر الرسولي فعاد إلى دياره بالمخلاف السليماني حيث كانت الفتن على أشدها ، ثم قتل بعد ذلك على يد أحد بني عمومته ، ودونك القصيدة :
مَن لِصَبٍّ هَاجَهُ نَشـرُ الصَّبَـا
لـم يـزده البَيـنُ إلا نَصَـبَـا !
وأسـيـرٍ كلَّـمـا لاح لـــه
بارِقُ القبلةِ مِـن (صبيـا) صَبَـا
ولِـطَــرفٍ أَرِقٌ إِنـسـانُـهُ
دُونَ مَـن يَشتَاقُـهُ قـد حُجِبَـا
لم يـزل يشتـاق (نَخـلانَ) وإن
قَـدُمَ العَهـدُ ويَهـوَى الطَّنَبَـا
ما جرى ذكر المَغاني في رُبَـى
ضَبِـراتِ الشَـطِّ إلا انتَحَـبَـا
حبـذا أرضُ (القُعَيسَـا)وطنـي
ولُيَيـلاتٍ بهـا ، مــا أطيـبـا !
ورُبَى البِئرَيـنِ مِـن قَبلَيهِمـا
وزُلالٌ بهـمـا ، مــا أعـذبـا !
يـا أخِلَّائـي بـ(صَبيَا) واللِّـوَى
وأُحَيبَابـِي بِتِـيَّـاكَ الرُّبَا
هل لنـا نَحوَكُـمُ مِـن عـودةٍ
ونـرى سـدركـُمُ والكُثُـبَـا ؟!
فلكـم حاولـتُ قلبـي جاهـداً
يَتَسلَّـى عـن هواكـم فـأبـَى
فاذكروا صَبًّـا بكـم ذا لَوعَـةٍ
بـانَ عنكـم كَارهـًا مُغتصَبـا
وإذا عـَـنَّ لــه ذِكـراكـمُ
في أُعَيصـارِ الشبـاب انتحبـا
وإذا مـا سَجَـعَـت قُمـرِيَّـةٌ
صاح مِن فَرطِ الجََوى وأحرَبـا
هائِـمُ القلـبِ كئيـبٌ دَنِــفٌ
لم ير السُّلـوانَ عنكـم مذهبـا
ونرى الحيَّ الـذي كنَّـا وهـم
جِيـرةً بالشـامِ أيـامَ الصِّـبَـا
ليت شعري بعدنا هـل طَنَبُـوا
برُبَـى (نخـلان) بعـدي طَنَبَـا ؟
أو تَنَاءَت دارُهُـم عـن دارِنـا
أو سَبَتهُـم بعدَنـا أيـدي سَبَـا ؟
عجبـاً للدهـرِ مــاذا سَـنَّـه
ولأحـداث الليـالـي عجـبـا !
ما طلبـتُ السهـلَ إلا صَعُبَـا
أو طلبـتُ السِّلـمَ إلا حَـرُبَـا
ولقـد حلَّـت بقلبـي نُــوَبٌ
مُصمِيَـاتٌ تَستَـهِـلُّ النُّـوَبـا
وبَلانـِي مِـن زمانـي مِحَـنٌ
بلـغ الضِّـدَّ بهـا مـا طلَبـا
فلعمـري مـا نَبَـا إلا صَـفَـا
وانتَضَـت إلا حُسامًـا خَشَبـا
غيـرَ لا أُنكِـرُ معـروفـاً ولا
عابسَ الوجـهِ إذا الدهـرُ كبَـا
لا ولا مكتئـبـًا لــو أنَّــهُ
نَهَـبَ الحَوبَـاءَ فيمـا نَهَـبَـا
وأشدُّ النـاسِ بأسـاً لـو علَـى
غارِبَ المكـروهِ يومـاً رَكِبَـا
إخوتي بالشـام بـل يا سادتـي
وأعـزَّ النـاس أُمًّــا وأَبَــا
ومساعيرَ الوَغَـى مِـن هاشـمٍ
وبَنِي الحَربِ إذا ضـاق القَبَـا
الشَّنَاخِيـبَ الذُّرَى مِـن مَعشَـرٍ
الصَّنَادِيـدَ الـكِـرامَ النُّجَـبَـا
إن قَضَيتُـم مِـن هوانـا إِرَبًـا
ما قَضَينَـا مِـن هَواكُـم إِربـَا
أو تَنَاءَت دارُنـا عـن دارِكـمُ
يأتِكُم منـَّا علـى الدهـرِ نَبَـا
لا تَناسَونـا وإن طـال المـدى
كـم نـَوَى بعـدَ بُعـادٍ قَرُبَـا
فـإذا ريـحُ جنـوبٍ جَنَـبَـت
فاسألوها كيـف حـالُ الغُرَبـا
فلديهـا مِـن تَنَاهِـي لَوعَتِـي
وغرامـي مـا يَحُـطُّ الشُّهُبَـا
حبذا لـو أننـي مـن دونكـم
خائضًا سُمرَ العوالـي والظُّبَـا
وجِيـادُ الخيـل يَنثُـرنَ علـى
مَتَنـاتِ الدَّارِعِـيـنَ العَـذَبـا
لحـق الأقـرابُ شُعثًـا شُزَّبـاً
تتبـارَى بالعـوالـي شُـزَّبَـا
أيهـا الرائـحُ للشـام عـلـى
قَلَـقِ السَّيـرِ كَهَبـَّاتِ الصَّبَـا
أو كسهـمٍ طـارَ مِـن مَحنِيَـةٍ
ذاتِ دَورَيـنِ إذا مـا ركـبـا
قل لمن كـان لنـا دون القضـا
ولأحـداثِ الليـالـي سبـبـا
والذي أوقـد نيـران الغَضَـى
زِد علـى نـارك يـا ذا حطبـا !
واستلِب ما شئتَ عمدا فعسـى
عـن قليـلٍ ستحُـطُّ السَّلَـبَـا
إن يكن سِرُّكَ مـا سـاء فعِـش
كي ترى من بعـد هـذا عَجَبـا
أو أمنتَ الدهـر يومـاً واحـدا
فلقـد حاولـتَ ظَـنًّـا كـذِبَـا
رُبَّ صَدعٍ كـان أَعيـَا شَعبُـهُ
أدركتـُهُـ رحـمـةٌ فانشَعَـبَـا
كم سرورٍ بعدَ يـأسٍ قـد أتـى
وزمـانٍ بعـدَ مَحـلٍ أَعشَبـا
فلكـم فَتـحٍ مِــنَ الله أتَــى
حيـثُ لا يـُدرِك سَـاعٍ هَرَبـا
فجَلَـى هَمًّـا وأطفَـى حَرَقًـا
وشفَـى غَيظًـا وجلَّـى كُرَبَـا
وأعادت رحمةُ البـاري علـى
مُؤنِـسٍ مِـن حالِـهِ ما ذَهـبـا
إن خَبَونِي عنك فـي مستـودعٍ
فشهـابُ العـزمِ منِّـي ما خبـا
أو ملا جَفنَيـكَ لـذَّاتِ الكَـرَى
فجُفُوني والكَرَى مـا اصطَحَبـا
رُبَّ لَـيـلٍ بـِتُّـهُ مُرتَـقِـبـا
لِطِلَابِ الثـأرِ أرعَـى الشُّهُبـا
أرقبُ النسـرَ هَزِيعًـا طالعًـا
وأراعي الغَفـرَ مهمـا غَرَبـا
لِنهـارٍ تَنقُـطُ السُّـمـرُ بــه
في الوغى ما شَكَلَت بِيضُ الظُّبَا
والمَذاكِي فـي لظَـى معركـةٍ
عاديـاتٍ نَـاشِـراتٍ غَيهَـبَـا
رُبَّ يَقظانَ بــه ذو أَرَبٍ
مُوجَـعُ القلـبِ أَسيـرٌ َأرَبــا
وينـالُ المُرتجَـى مِـن رَبِّـه
في أعادِيـهِ الـذي قـد طَلَبـا
وصـلاةُ الله تغـشَـى دائـمـاً
أحمدَ المختـارَ ما هَـبَّ الصَّبَـا
أحمدَ المختـارَ محمـودَ النَّبَـا
مَن رقى السبع السما والحُجُبـا
مَن لِصَبٍّ هَاجَهُ نَشـرُ الصَّبَـا
لـم يـزده البَيـنُ إلا نَصَـبَـا !
وأسـيـرٍ كلَّـمـا لاح لـــه
بارِقُ القبلةِ مِـن (صبيـا) صَبَـا
ولِـطَــرفٍ أَرِقٌ إِنـسـانُـهُ
دُونَ مَـن يَشتَاقُـهُ قـد حُجِبَـا
لم يـزل يشتـاق (نَخـلانَ) وإن
قَـدُمَ العَهـدُ ويَهـوَى الطَّنَبَـا
ما جرى ذكر المَغاني في رُبَـى
ضَبِـراتِ الشَـطِّ إلا انتَحَـبَـا
حبـذا أرضُ (القُعَيسَـا)وطنـي
ولُيَيـلاتٍ بهـا ، مــا أطيـبـا !
ورُبَى البِئرَيـنِ مِـن قَبلَيهِمـا
وزُلالٌ بهـمـا ، مــا أعـذبـا !
يـا أخِلَّائـي بـ(صَبيَا) واللِّـوَى
وأُحَيبَابـِي بِتِـيَّـاكَ الرُّبَا
هل لنـا نَحوَكُـمُ مِـن عـودةٍ
ونـرى سـدركـُمُ والكُثُـبَـا ؟!
فلكـم حاولـتُ قلبـي جاهـداً
يَتَسلَّـى عـن هواكـم فـأبـَى
فاذكروا صَبًّـا بكـم ذا لَوعَـةٍ
بـانَ عنكـم كَارهـًا مُغتصَبـا
وإذا عـَـنَّ لــه ذِكـراكـمُ
في أُعَيصـارِ الشبـاب انتحبـا
وإذا مـا سَجَـعَـت قُمـرِيَّـةٌ
صاح مِن فَرطِ الجََوى وأحرَبـا
هائِـمُ القلـبِ كئيـبٌ دَنِــفٌ
لم ير السُّلـوانَ عنكـم مذهبـا
ونرى الحيَّ الـذي كنَّـا وهـم
جِيـرةً بالشـامِ أيـامَ الصِّـبَـا
ليت شعري بعدنا هـل طَنَبُـوا
برُبَـى (نخـلان) بعـدي طَنَبَـا ؟
أو تَنَاءَت دارُهُـم عـن دارِنـا
أو سَبَتهُـم بعدَنـا أيـدي سَبَـا ؟
عجبـاً للدهـرِ مــاذا سَـنَّـه
ولأحـداث الليـالـي عجـبـا !
ما طلبـتُ السهـلَ إلا صَعُبَـا
أو طلبـتُ السِّلـمَ إلا حَـرُبَـا
ولقـد حلَّـت بقلبـي نُــوَبٌ
مُصمِيَـاتٌ تَستَـهِـلُّ النُّـوَبـا
وبَلانـِي مِـن زمانـي مِحَـنٌ
بلـغ الضِّـدَّ بهـا مـا طلَبـا
فلعمـري مـا نَبَـا إلا صَـفَـا
وانتَضَـت إلا حُسامًـا خَشَبـا
غيـرَ لا أُنكِـرُ معـروفـاً ولا
عابسَ الوجـهِ إذا الدهـرُ كبَـا
لا ولا مكتئـبـًا لــو أنَّــهُ
نَهَـبَ الحَوبَـاءَ فيمـا نَهَـبَـا
وأشدُّ النـاسِ بأسـاً لـو علَـى
غارِبَ المكـروهِ يومـاً رَكِبَـا
إخوتي بالشـام بـل يا سادتـي
وأعـزَّ النـاس أُمًّــا وأَبَــا
ومساعيرَ الوَغَـى مِـن هاشـمٍ
وبَنِي الحَربِ إذا ضـاق القَبَـا
الشَّنَاخِيـبَ الذُّرَى مِـن مَعشَـرٍ
الصَّنَادِيـدَ الـكِـرامَ النُّجَـبَـا
إن قَضَيتُـم مِـن هوانـا إِرَبًـا
ما قَضَينَـا مِـن هَواكُـم إِربـَا
أو تَنَاءَت دارُنـا عـن دارِكـمُ
يأتِكُم منـَّا علـى الدهـرِ نَبَـا
لا تَناسَونـا وإن طـال المـدى
كـم نـَوَى بعـدَ بُعـادٍ قَرُبَـا
فـإذا ريـحُ جنـوبٍ جَنَـبَـت
فاسألوها كيـف حـالُ الغُرَبـا
فلديهـا مِـن تَنَاهِـي لَوعَتِـي
وغرامـي مـا يَحُـطُّ الشُّهُبَـا
حبذا لـو أننـي مـن دونكـم
خائضًا سُمرَ العوالـي والظُّبَـا
وجِيـادُ الخيـل يَنثُـرنَ علـى
مَتَنـاتِ الدَّارِعِـيـنَ العَـذَبـا
لحـق الأقـرابُ شُعثًـا شُزَّبـاً
تتبـارَى بالعـوالـي شُـزَّبَـا
أيهـا الرائـحُ للشـام عـلـى
قَلَـقِ السَّيـرِ كَهَبـَّاتِ الصَّبَـا
أو كسهـمٍ طـارَ مِـن مَحنِيَـةٍ
ذاتِ دَورَيـنِ إذا مـا ركـبـا
قل لمن كـان لنـا دون القضـا
ولأحـداثِ الليـالـي سبـبـا
والذي أوقـد نيـران الغَضَـى
زِد علـى نـارك يـا ذا حطبـا !
واستلِب ما شئتَ عمدا فعسـى
عـن قليـلٍ ستحُـطُّ السَّلَـبَـا
إن يكن سِرُّكَ مـا سـاء فعِـش
كي ترى من بعـد هـذا عَجَبـا
أو أمنتَ الدهـر يومـاً واحـدا
فلقـد حاولـتَ ظَـنًّـا كـذِبَـا
رُبَّ صَدعٍ كـان أَعيـَا شَعبُـهُ
أدركتـُهُـ رحـمـةٌ فانشَعَـبَـا
كم سرورٍ بعدَ يـأسٍ قـد أتـى
وزمـانٍ بعـدَ مَحـلٍ أَعشَبـا
فلكـم فَتـحٍ مِــنَ الله أتَــى
حيـثُ لا يـُدرِك سَـاعٍ هَرَبـا
فجَلَـى هَمًّـا وأطفَـى حَرَقًـا
وشفَـى غَيظًـا وجلَّـى كُرَبَـا
وأعادت رحمةُ البـاري علـى
مُؤنِـسٍ مِـن حالِـهِ ما ذَهـبـا
إن خَبَونِي عنك فـي مستـودعٍ
فشهـابُ العـزمِ منِّـي ما خبـا
أو ملا جَفنَيـكَ لـذَّاتِ الكَـرَى
فجُفُوني والكَرَى مـا اصطَحَبـا
رُبَّ لَـيـلٍ بـِتُّـهُ مُرتَـقِـبـا
لِطِلَابِ الثـأرِ أرعَـى الشُّهُبـا
أرقبُ النسـرَ هَزِيعًـا طالعًـا
وأراعي الغَفـرَ مهمـا غَرَبـا
لِنهـارٍ تَنقُـطُ السُّـمـرُ بــه
في الوغى ما شَكَلَت بِيضُ الظُّبَا
والمَذاكِي فـي لظَـى معركـةٍ
عاديـاتٍ نَـاشِـراتٍ غَيهَـبَـا
رُبَّ يَقظانَ بــه ذو أَرَبٍ
مُوجَـعُ القلـبِ أَسيـرٌ َأرَبــا
وينـالُ المُرتجَـى مِـن رَبِّـه
في أعادِيـهِ الـذي قـد طَلَبـا
وصـلاةُ الله تغـشَـى دائـمـاً
أحمدَ المختـارَ ما هَـبَّ الصَّبَـا
أحمدَ المختـارَ محمـودَ النَّبَـا
مَن رقى السبع السما والحُجُبـا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق